Canalblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Publicité
Tirrawal
Archives
Tirrawal
Catégories
5 novembre 2010

تاويزا تحاور الروائي عبد الله صبري


تاويزا تحاور الروائي عبد الله صبري



عبد الله صبري أحد الكتاب الأمازيغيين الذين دخلوا الساحة الأدبية مؤخرا من بوابة السرد، إذ صدرت له سنة 2009 رواية أولى بعنوان "أزرف أكوشام" مكتوبة بالحرفين اللاتيني وتيفيناغ، وتقع في 119 صفحة من القطع المتوسط، وتطرح قضايا اجتماعية وسياسية تهم الراهن الأمازيغي، وتشخص بطريقة رمزية أزمة القيم الثقافية والحضارية الأمازيغية المهددة بالزوال في عقر دارها بسبب سياسات عروبية استئصالية تقوم على الأحادية والإقصاء، وقد كان لنا معه حوار نتشرف بتقديمه لقراء تاويزا:


- كيف كانت بداياتك مع الكتابة الأدبية الأمازيغية؟

أول ما كتبته بالأمازيغية كان شعرا، وكان ذلك سنة 1989 أما السرد la narration فكانت البداية باللغة الفرنسية حيث كتبت أكثر من ثمانية قصص قصيرة نشرت منها أربعة على صفحات تاسافوت وأمضال أمازيغ. رغم أنني كنت دائما أكتب عن موضوع الهوية والإحساس بالذات إلا أنني لم أحس بمصالحتي الحقيقية مع ذاتي إلا بعدما بدأت أكتب بلغة أمي. صقلتها ونقيتها من الشوائب فمنحتني نصا روائيا رائعا وكتبت من خلاله تساؤلاتي.

 

- أول أعمالك الأدبية الصادرة عبارة عن رواية، لماذا هذا الاختيار؟

 

حين بدأت الكتابة لم أكن أفكر أنني سأكتب رواية لكن جمالية اللغة وخصوبة المجال وعمق وصدق الأحاسيس جعلتني أتيه، وتجاذبتني الأحداث والأماكن وقوة الشخصيات، وفي النهاية وجدت نفسي أمام رواية بلغتي فاحتفلت ليلتها مع الأصدقاء. ليلة بيضاء أعلنت فيها ميلاد روايتي بلغة أمي.

 

- عنوان روايتكم أزرف أكوشام يصف العرف الأمازيغي بالشلل، ما دلالة ذلك؟

 

على هذا السؤال سأجيب بالقول " قانون حي لم يعد يستطيع حماية أهله، أقل ما يمكن أن نقول عنه أنه مشلول"

 

- روايتك أزرف أكوشام تطرح تعارضا بين نموذج الدولة الحديثة مرموزا إليها بالبلدوزور والطريق الاسفلتية التي عزمت السلطة على شقها في البلدة ونموذج التنظيمات التقليدية الأمازيغي المحكومة بأزرف/ العرف مرموزا إليه بالبطل، هل هي تجسيد لموقف إيديولوجي لكم من النموذج القائم؟

 

الذي لا يعرف العرف الأمازيغي لن يعرف نبله وأسسه العميقة المبنية على الإنسان والإنسانية في حد ذاتها، بعيدا عم كل دغمائية Dogme. بل أن كل نص قانوني له علاقة بإشكالية الإنسان مع محيطه ويعطي حلولا مادية ومعنوية ينبهر أمامها الإنسان الحديث بعلومه السياسية والقانونية وتوجهاته الإنسانية والعالمية. كان من الأصح أن تقوم الدولة المغربية الحديثة عن مبادئ وروح هذه القوانين مع تنقيتها وتلقيحها بالمبادئ القانونية العالمية الجديدة. أعطيكم مثلا فيما يخص حق الملكية الفردية وحق الملكية الجماعية واحترام البيئة والطبيعة، فأقسم لكم بما تومنون أن عرفنا أكثر ديموقراطية من قانون دولتنا الحديثة.

 

- انتهت الرواية بموت تراجيدي للبطل بسبب تعرضه في معتقله لعملية اغتيال غامضة، هل هذه النهاية تعبير عن رؤية تشاؤمية سوداوية تسلم بحتمية اندحار واختفاء القيم الثقافية والبنيات الاجتماعية الأمازيغية أمام زحف وهيمنة النموذج المركزي العروبي الإسلامي القائم؟

 

الحقيقة أحيانا أنه تنتابني هذه النظرة. فما نفعله اليوم أقل بكثير مما يتطلبه الحفاظ على الثقافة والبنيات الثقافية الأمازيغية، لو قرأتم قصتي القصيرة بالفرنسية Don quichot Amazighe في استراحة محارب قلت: " في بعض الأحيان حيث أجلس وأفكر أجد أن اختفاء الأمازيغية واندحار كل ما له علاقة بها ليس إلا موضوع أيام معدودة لكنني كمحارب أمازيغيي افريقي أفضل الموت في ساحة الوغى عوض الموت في فراش ضرة أمي".

 

- تتميز لغتكم الروائية بالسلاسة والبساطة والبعد عن الاستغلاق، هل هو اختيار مقصود؟

نعم هو اختيار مقصود رغم أنه ليس بالسهل: ce n'est pas une petite affaire que d'être simple (Flaubert 1851).

لهذا يتطلب مني مجهودا كبيرا. فرغم اكتمال الصورة الروائية في ذهني فلابد من البحث عن "كلمة "taguri التي أوصل من خلالها للقارئ كلما تحمله من جمالية وأحاسيس إنسانية عميقة.

 

- بمن تأثرت أمازيغيا ثم عالميا في مجال الكتابة الأدبية؟

أولا أريد أن تعلموا أنه رغم أنه أكتب قليلا فإنني أقرأ كثيرا. لكن لا يمكن لي أن أقول أنني تأثرت بأحد كما لا يمكن لي أن أنفي ذلك. بالنسبة للآداب باللغة الفرنسية فأجد نفسي في الرواية والمسرحية ذات طابع فلسفي هوياتي. أعجب بكتابات Franz KAFKA و Sartre. مؤخرا أعجبت بالكتابات latinoamerique  أمثال José Saramago, Gabriel Garcia Marquez. في الكتابة المغاربية العالمية فأعجب بمحمد خير الدين والكاتبة الجزائرية Yasmina KHADRA.

 

- هل تعتبر أن الكتابة الأدبية الأمازيغية بما حققته من نقلة نوعية باتت تحتاج إلى مواكبة نقدية أم ترون أن الحاجة ماسة أكثر إلى تحقيق مزيد من التراكم لمصالحة الأمازيغ مع الكتابة وهتك حجاب الشفوية الذي يلفها؟

هناك مستويان:

الأول: حيث يتعلق الأمر بالجمهور العريض أو المواطن العادي فإن هذا التراكم وهذه الدينامية والإبداعات الكثيرة تخدم الأمازيغية إلى حد كبير لأنها تحطم طابو الشفوية وأصبح المغربي البسيط يعرف أن الأمازيغية تكتب ولها كتبها وجرائدها.

الثاني: والذي يعني النخبة المثقفة فإن الابتداع الأمازيغي أيا كان صنفه يجب أن يراعي عامل الجودة وأن يكون مصاحبا بنقد أدبي سديد وبناء، ليرقى بنفسه إلى المستوى الإقليمي والعالمي.

 

- كيف تصف لنا المشهد القصصي والروائي الأمازيغي حاليا؟

تعلمون أن الإبداع القصصي والروائي الأمازيغي خلاف الشعر لا زال في مرحلته الأولى وهو في حاجة إلى الدعم والتراكم. الكتب والكتاب المحسوبون على رؤوس الأصابع نعم لكل طرازه (chacun à son style) وهناك ما يقال في هذا المجال لكن الآن نحن في حاجة إلى التراكم وتشجيع المبادرة.

 

- عرف عنك تميزك في مجال الكتابة القصصية بتقنيات ورؤى أدبية عميقة، ما جديدك في مجال الكتابة السردية؟

 

بالنسبة للجديد فهناك مجموعة قصصية أمازيغية بعنوان: tullisin i tinu ستصدر قريبا، بعدها هناك محاولة باللغة الفرنسية سترى النور قبل نهاية السنة.


أجرت الحوار: السيدة عزيزة نفيع

Publicité
Commentaires
Tirrawal
Publicité
Derniers commentaires
Visiteurs
Depuis la création 54 845
Publicité