Canalblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Publicité
Tirrawal
Archives
Tirrawal
Catégories
11 janvier 2009

ixfawn d isasan قراءة في كتاب

** ** ** *** *** ** ** **

عرض كتاب: Ixfawn d isasan 

** ** ** *** *** ** ** **

من منشورات جمعية تاماينوت لسنة 2006، كتاب تحت عنوان(ixfawn d isasan) تمكن مقاربة ترجمته: (أفكار وترهات) للكاتب الأمازيغي محمد ؤسوس، وهو عبارة عن مقالات فكرية تدور حول قضايا مختلفة يروم الكاتب من خلالها زحزحة بعض الترهات التي أصبحت لدى مجتمعاتنا مسلمات لم يعد أحد يجرؤ على منا قشتها، وهي المسؤولة عن هذا الجمود الجمود الفكري الذي ران على مجتمعاتنا وعاقها دوما عن الدخول إلى الحداثة، وفي نفس الوقت يؤسس الكاتب لفكر نسبي بديل يشكل ميسم العصر الذي نعيش فيه، يفعل الكاتب ذلك بلغة امازيغية منتقاة توخى أن تكون في متناول المتلقي الأمازيغي الذي لم يتعود بعد على تلقي المكتوب بالأمازيغية التي بدأت مؤخرا تخطو خطواتها الأولى على درب الكتابة.

يعتبر الكتاب إضافة نوعية في الأدب الأمازيغي الحديث، يؤكد بالملموس مقدرة اللغة الأمازيغية على التعبير عن القضايا الفكرية المجردة.

يتألف الكتاب من 104صفحة ومن 36  مقالة قصيرة، قدم للكتاب الأستاذ محمد أكناض.

وقد وظف الكاتب في مؤلفه الحرف اللاتيني، وقد طبع في مطبعة الأقلام بأكادير.

فيما يلي القراءة التي أنجزها الأستاذ محمد أكوناض عن الكتاب:

يبدو أن الأمازيغية لم تنفصل قط عن الكتابة على الأقل منذ اخترع الأمازيغ أبجدية تفيناغ الخاصة بهم، وبرغم ذلك فقد عرفت عند الأغلب الأعم من الناس أنها لغة شفوية. ولكن منذ أربعة عقود تقريبا، بدأت تدخل ميدان الكتابة بخطى حثيثة، وقد ظهرت الإنتاجات الأولى المكتوبة -فيما يتعلق بالمغرب- بمنطقة سوس، وذلك جد طبيعي؛ فقد أصل الفقهاء السوسيون منذ قديم لعادة الكتابة بالأمازيغية بين الجماهير، إلا أن الفقهاء هؤلاء لم يتجاوزوا الشكل الشفوي لهذه اللغة، فالنصوص التي تركوها تدل على أن اللغة لم تكن تعني لديهم اكثر من مجرد وسيلة لتبليغ الرسالة الدينية الى الأمازيغ الذين لا يفقهون غيرها

في حين أن الكتابة بالأمازيغية عند كتاب الجيل الجديد تختلف عنها لدى الفقهاء من حيث المحتوى ومن حيث الشكل كذلك؛ فالمحتوى لم يعد دينيا صرفا، ولكن انضاف إلى النص الديني النص الأدبي- بالمفهوم الخاص للأدب- والنص العلمي.. ، واللغة محتفى بها ومطلوبة لذاتها في النصوص الحديثة؛ فمن حيث الحرف؛ مورست الكتابة الحديثة بثلاثة حروف: الحرف العربي، اللاتيني، حرف تيفيناغ، وإذا كان حرف تيفيناغ هو المرسم في الأخير لكتابة الأمازيغية في المغرب، فلا زال الحرفان الأخيران يمارسان في مجال الكتابة لأنهما الحرفان المدرسيان الأكثر انتشارا عند عامة الناس، كما بدأت العناية بالمعجم الأمازيغي، وهكذا أخذ الكتاب يبذلون مجهودات من اجل أن تكون لغتهم فصيحة كلما أمكن ذلك كما بدأوا يولون عناية خاصة للقواعد الإملائية والتصريفية الإشتقاقية وإن بصورة أولية.

ومنذ نهاية الثمانينيات في القرن الماضي، بدأ المطبوع الأمازيغي يتخذ مكانه بين المطبوعات الأخرى، على شكل ديوان شعري، أو جريدة، أو مجموعة قصصية، أو رواية فيما بعد. وإذا كان الديوان الشعري هو النوع اللافت للنظر والأكثر حضورا في سوق المطبوع الأمازيغي في الفترة الأولى، فإن الأجناس النثرية بدأت تتخذ مكانها فيما بعد، وقد تصدرت المقالة الصحفية الأجناس الأدبية النثرية الأخرى نظرا لمسيس الحاجة إليها في الجريدة والمجلة الأمازيغية وهما الشكلان المطبوعان اللذان روجا الأدب الأمازيغي الحديث أكثر من غيرهما، ويمكن أن تعتبر المقالة الجنس الأدبي الأكثر حداثة من بين الأجناس الأدبية الأمازيغية النثرية، لأن الأجناس الأخرى مازالت تتكئ بطريقة أو بأخرى على التقليد الأدبي الأمازيغي الشفوي في حين أن المقالة-وهي فن أدبي حديث بصفة عامة، وفي الأدب الأمازيغي بصفة خاصة- تعتبر الأكثر حداثة بالنسبة لهذا الأدب،  ويمكن اعتبارها بوابة الأدب الأمازيغي إلى الحداثة.

يندرج كتاب ixfawn d isasan)) الذي يعني عنوانه حرفيا (رؤوس وأنسجة العنكبوت)، ويمكن اقتراح ترجمته كما يلي:( أفكار و ترهات) ضمن أدب المقالة الفكرية، أو بالأحرى المقالة الفلسفية، وهي-حسب علمي- شكل غير مسبوق في الأدب الأمازيغي المكتوب.

الكتاب من إصدارات جمعية تاماينوت، ومن تأليف الأستاذ محمد أوسوس، وهو كاتب أمازيغي ظهرت له بعض المقالات باللغة العربية في جرائد وطنية، ويعنى بالميتولوجيا الأمازيغية، وله فيها مؤلفات منها (دراسات في الفكر الميثي الأمازيغي) الذي صدر عن المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية سنة 2007 وآخر بعنوان (كوكرا: في الميثولوجيا الأمازيغية) قيد الطبع.

يقع الكتاب في 104 صفحة من القطع المتوسط، وقد اعتمد الكاتب الحرف اللاتيني في الكتابة،  ويحتوي الكتاب على ستة وثلاثين مقالة قصيرة تتراوح عدد كلمات كل مقالة ما بين 290 كلمة إلى300 كلمة.

تتناول هذه المقالات مواضيع مختلفة لا يكاد الباحث يجد رابطا يجمعها غير أنها تتوخى غاية واحدة هي حمل القارئ الأمازيغي على أن يمارس التفكير وثقافة السؤال في قضايا حياته الخاصة وقضايا مجتمعه، و أن يعدل بعض تصوراته وأفكاره الجاهزة في الحياة بدل أن ينصاع لأفكار العامة من الناس وتصوراتهم التي غالبا ما تكون تصورات أسطورية ابتدعها الإنسان قبل أن تحقق العلوم إنجازاتها في العصور الحديثة وتكرست هذه التصورات لدى الناس نتيجة للعادة المتوارثة أو للإديولوجيات المهيمنة التي تضع التابوهات أمام كل تفكير حر.

وعنوان الكتاب نفسه يزكي هذا الطرح، ويؤيد ما ذهبنا إليه؛ فهناك أفكار من ناحية، وهناك ترهات تقابلها من ناحية أخرى تعوقها وتمنعها من النماء، فالغاية من الكتاب كله هو إعادة الاعتبار للفكر في حياتنا، ومراجعة كثير من مواقفنا وأساليب حياتنا التي تتحكم فيها الأهواء والترهات بدل الفكر المستنير، وتمكين القارئ من القدرة على إعادة طرح السؤال حول بعض المسلمات الاجتماعية، والتاريخية والأخلاقية التي باتت تعوق حرية الفكر وتطور الإنسان، والمقصود بالإنسان في الخطاب هو الإنسان الأمازيغي تحديدا، أو الإنسان المسلم بصفة أعم، في حين أن الإنسان الغربي مبتدع الحضارة العصرية هو النموذج القمين بالاحتذاء حسب السياق العام للكتاب، فليس غريبا إذن أن يحضر الفكر الغربي بقوة في متن الكتاب برموزه الفكرية والفنية؛ من كتاب وفلاسفة وفنانين عظام، أمثال شكسبير، ورابلي، وبرتراند راسل، ونيوتن، ونيتشه، وسبينوزا، وماركس، وغيرهم من الذين فتحوا أمام الفكر الأوروبي آفاقا جديدة للتفكير ووضعوا أسس الحداثة الأوروبية التي غيرت الإنسان بعد أن غيرت نظرته للكون، في حين أن الإنسان المسلم بمن فيه الإنسان الأمازيغي ماانفك أسيرا للماضي يجتر أفكاره ويرسف في أغلاله، وبسبب ذلك تعصى عليه دوما ولوج باب الحداثة.

ونظرا لأن الكاتب –كما أشرنا إلى ذلك في التقديم- منشغل بالحكاية و الأسطورة الأمازيغية يجمعها ويدرسها، فلقد وظفت الحكاية في نصوص الكتاب كوسيلة لتبليغ الفكرة وتوضيحها للمتلقي، إن الكاتب ينطلق مما هو معروف لدى القارئ إلى ما هو جديد لديه أو مجهول، فالفكرة الجديدة تتولد من القديمة، وهذه طريقة تربوية معروفة: الانطلاق من المجهول إلى المعلوم.

فلكي يميز الكاتب- مثلا- بين الفكر النير والفكر الظلامي وظف الأسطورة الأمازيغية التي تحكي كيف أن العقرب آثرت أن لا يكون لها رأس أصلا، على أن يكون لها رأس كرأس البومة التي تعيش تندب الأطلال في الظلمة ولا تقوى على رؤِية أشعة الشمس الساطعة.

وعند ما أراد الكاتب أن يوضح كيف أن الناس تحكمهم تصوراتهم السابقة عن الأشياء عندما يفكرون فيها ويريدون أن يصدروا أحكاما بشأنها، استعار حكاية من الأدب الصيني تتحدث عن فلاح افتقد فأسه في الحقل الذي يعمل فيه، وعند ما بذل مجهودا ليجدها فلم ينجح، اعتقد أن جاره في الحقل الآخر هو الذي سرق الفأس، ومنذ تلك اللحظة أخذت تبدو له من تصرفات جاره في الحقل أمارات تدل على انه سرق الفأس بالفعل؛ فكل حركاته وسكناته تدل على أنه سارق، وفيما كان الفلاح يفكر في إيجاد حل لمشكلته، وجد فأسه التي افتقدها تحت كومة أعشاب كان قد أخفاها هناك ونسي، حينئذ استغرب كيف أن اعتقاده في سرقة صاحبه للفأس أراه من دلائل تبوث التهمة عليه ما ليس موجودا في الواقع البتة.

بهذه الطريقة السهلة التي يتخذ فيها المعلوم والسهل وسيلة لبلوغ المجهول والمركب قدم الكاتب عديدا من الأفكار الأساسية التي لا بد منها للإنسان الأمازيغي ليكون ابن عصره ويدخل إلى ميدان الحداثة، بعضها أفكار أساسية عامة بلغتها الإنسانية بعد أن قطعت أشواطا في ميدان العلم والمعرفة بأسرار الكون والإنسان، وبعضها على شكل انتقادات ضمنية موجهة لترهات لا تستند إلى أساس علمي، أو أحكام مسبقة جامدة متوارثة تمنع الفكر من حرية السؤال لأنها تشكل ( طابوهات) أو محرمات مسكوتا عنها، ولا تسمح العامة بطرحها للنقاش.

وهذه جملة من عناوين الكتاب تعطي صورة ولو تقريبية عن محتوياته:

بين القيود الحديدية والقيود الفكريةger isekraf n iswingimen d win uzzal-النار المقدسةtakat tagwrramt -النص فم جائع adêris imi illûzen-غول فرانكشتاين aghwzên n frankeinstein- بذور الكذب في حقل التاريخ amud n tekerkas g iger n umezruy-العصر الذهبي والمستقبل azemz n wuregh ...

وكما أشرت إلى ذلك في الأول، فإن اللغة في النصوص الحديثة في الأدب الأمازيغي هي مناط الاهتمام لدى المبدع، يبذل جهده من اجل تطويعها بما هي لغة  تطغى عليها الشفوية ليجعلها لغة كتابة، وليس ذلك فقط، ولكن أيضا ليقدرها على تحمل أفكار ليست معتادة لدى المتلقي الأمازيغي العادي الذي عود من خلال النصوص الشفوية الوفيرة التي يتلقاها على  الأفكار العامة الجاهزة حول الكون وحول القضايا الكبرى التي تؤكد ما قر لديه من أفكار وتصورات، وقلما تطرح عليه من التساؤلات ما يتركه يجدد هذه الأفكار، أو على الأقل يتعامل معها نسبيا. يمكن أن نتناول تعامل الكاتب مع اللغة من زوايا مختلفة:

- من حيث المعجم، فإن الكاتب وظف معجما متداولا نسبيا لدى الناطقين بمنوعة تاشلحيت، ولكن هذا لا يعني أن النص غير منفتح على باقي التنوعات الأمازيغية، إن الكاتب لا ينفك ينتقي الأفصح والأصح من التنوعات، فالكلمة الدخيلة تترك مكانها للكلمة الأصيلة، فإذا لم تكن متوفرة في المنوعة المعتمدة،  عمد الكاتب إلى منوعة آخر ليستعيرها منها.

  وهو يحاول دوما أن تبقى لغته في مستوى لائق يعصمها من الإسفاف أو اللغة السوقية المعتادة، وهذا الصنيع هو الذي يضطره أحيانا أن يوظف مفردات قد تبدو جديدة بالنسبة للقارئ الأمازيغي غير المتمرس، ولهذا يوضحها في الهامش، وهكذا نجد في الكتاب ما يقارب 250 مفردة مشروحة، وهذه عادة متبعة في اغلب نصوص الأدب الأمازيغي المكتوب حديثا. هذه المفردات الجديدة إما أن تكون مستعارة من التنوعات الأخرى كما تمت الإشارة إلى ذلك، أو من الكلمات المستحدثة  المعمول بها حاليا في الأدب الأمازيغي ، أو كلمات نحتها الكاتب نفسه، إلا أن هذا النوع الأخير قليل نسبيا في الكتاب. وهذه عينة منها: (tagitart, tadiktaturit, isewwangamen, tiffugna,) وهي على التوالي: القيتارة، الديكتاتورية، المفكرون، الإنسانية.

من ناحية أخرى اعتمد الكاتب طريقة في كتابة الأمازيغية راعى فيها القواعد النحوية والإملائية المناسبة خلافا لما كان عليه الأمر عند الكتاب الأقدمين الذين لم يكونوا يراعون هذه القواعد ولا يبدو أنهم واعون بها، فما هو مدغم-على سبيل المثال- في اللغة الشفوية يفك إدغامه في اللغة المكتوبة، والأفعال منفصلة عن الأسماء والضمائر..

ولكي تكون النصوص مستساغة لدى المتلقي، فإن الكاتب وفر لها كل مقومات الأدب الرفيع من أساليب بلاغية خاصة التشبيه والاستعارة، كما وظف المثل والحكاية الشعبية، وزاوج بين الأساليب الخبرية والإنشائية واعتمد الترادف إذا رأى أن الفكرة المعبر عنها تحتاج إلى توضيح أكثر.

إن(أفكار وترهات) لبنة جديدة في صرح الأدب الأمازيغي المكتوب، وهو قمين بالقراءة لكل من يريد أن يتعرف على تجربة رائدة من تجارب الأدب الأمازيغي المكتوب والحديث.

ذ. محمد أكوناض

Publicité
Commentaires
Tirrawal
Publicité
Derniers commentaires
Visiteurs
Depuis la création 54 845
Publicité